بعد انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية
ووصول الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي إلي جولة الإعادة حاول كل منهما جذب
أكبر قدر من المواطنين إلي صفوفه وعقد المرشحان أكثر من ثلاثة مؤتمرات صحفية في أقل
من أسبوعين وكانا ضيفين علي عدد من البرامج التليفزيونية بهدف الترويج
لنفسيهما.
»آخر ساعة« تحاول أن تقرأ الخطاب السياسي لكلا
المرشحين قبل أيام قليلة من خوض المرشحين لجولة الإعادة.
في البداية أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم
السياسية بجامعة القاهرة أن كلا الخطابين يوجه إلي فئتين متضادتين من الشعب المصري
فالفريق أحمد شفيق يحاول أن يصل إلي كل من تضرر من الثورة ويقوم علي مبدأ تشويه
ميدان التحرير وكل من يذهب إليه باعتباره سبباّ في تعطيل أحوال الناس. أمام الدكتور
محمد مرسي فتحول خطابه الديني الذي خاض به الجولة الأولي إلي آخر ثوري في محاولة
منه لكسب أصوات أنصار عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي.
وأشار إلي أن خطاب الفريق أحمد شفيق برمته مخابراتي
عدائي ضد الإخوان وقال: أغلب الظن أن من كتبه هو عبد الرحيم علي "ضابط أمن الدولة
السابق المسئول في شئون الحركات الإسلامية حاليا" وأحد أعمدة حملة شفيق.
وأضاف: عمد شفيق إلي مخاطبة الفلاحين ومستقبلهم عبر
التأكيد علي ملكية الاراضي التي بنوا عليها وهي تعتبر رشاوي ومحاولة استعطافية منه
لكسب أصواتهم ولكنه كلام غير منطقي بالمرة.
واستخدم الفريق مصطلحات لإحداث حالة من الفتنة
الطائفية عبر الادعاء بعداء الإخوان للأقباط واستدعاء الذاكرة في أحداث كذب كما أنه
حاول أن يوقع بينهم وبين الثوار عن طريق الترويج إلي أن جماعة الإخوان المسلمين
كانت مشاركة في موقعة الجمل وهو ما نجح فيه شفيق إلي حد كبير، فضلا عن الطعن في
قيادات الإخوان ومحاولة إظهارهم بالفئة الكاذبة والعميلة مشيراّ إلي أن هذا يعتبر
قمة الإفلاس السياسي، كما أن شفيق في ظل خلافه مع الإخوان طعن في رأس الشرعية
الدكتور الكتاتني موضحا أنه أظهر للجميع حقده وكرهه بعد فترات من التصريحات
الدبلوماسية مع جماعة الإخوان المسلمين.
وقال نافعة أن الفريق من خلال رغبته في التعاون مع
قوي المعارضة الوطنية وخداع المواطنين يتمسح في الثورة بتبنيه أهدافها، وهو الخطاب
الذي يخفي في حقيقته روحاً انهزامية انكسارية خائفة ومرتعشة من محاسبة القوي
الوطنية له بعد أن تأكد استحالة وصوله لقصر الرئاسة، خطاباً غاب عنه تماماً التهور
أو الشجاعة التي تظاهر بها شفيق في حملاته الدعائية بالمرحلة الأولي متناقضاً مع
تصريحاته السابقة في قمع المظاهرات السلمية بالاستعانة بالقوات المسلحة التي بدا
وكأنه يملكها بالفعل وليست مستقلة، كما رأيناها مع مبارك أثناء الثورة.
ويعاني الدكتور محمد مرسي بحسب نافعة من فقدان عموم
الناخبين الثقة في تيار الإسلام السياسي عامة والإخوان المسلمين خاصة وذلك بعد
الممارسات التي أظهروها عقب نجاحهم في الانتخابات البرلمانية بشقيها »الشعب –
الشوري« وتصرفاتهم في موضوع لجنة وضع الدستور وتأييدهم لحكومة الجنزوري في البداية
ثم انقلابهم عليه بعد الخلاف مع العسكر وبلغة الاقتصاد ياتي الرجل كمنتج سياسي في
ظل انكماش الطلب علي نوعيته من قبل المتعاملين في السوق الانتخابي.
وأوضح نافعة أن مرسي يعاني من فقدان للكاريزما بحيث
أنه يفتقد إلي جذب الأنظار إليه في المؤتمرات الصحفية والبرامج التليفزيونية، كما
يحاول باستماتة إعادة الثقة إلي التيار الإسلامي بصفة عامة وجماعة الإخوان المسلمين
بصفة خاصة، وذلك بعدما خسروا أعدادا كبيرة من الناخبين في الجولة الأولي من
الانتخابات، كما أنه يريد أن يحصل علي أصوات حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح
والآن يغازلهم بشتي الطرق لجذبهم إليه.
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم نوار الأمين العام
السابق لحزب الجبهة الديمقراطية: إن الدكتور محمد مرسي تعرض لقدر كبير من الأضرار
حينما تفوق بقدر قليل من الأصوات علي الفريق أحمد شفيق فجماعة الإخوان كانت تخطط
لأن يكسب مرشحها منذ الجولة الأولي وهو ما وضح جلياّ في تغير الشعار الانتخابي له
بعد انتهاء الجولة الأولي فتحول الشعار من (النهضة إرداة شعب) إلي (قوتنا في
وحدتنا) وهو يعبر عن اضطراب في الخطاب السياسي مشيرا إلي أن الشعار الثاني يعود إلي
الإسلاميين فهو يوجه خطابه إلي مؤيدي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور محمد
سليم العوا بالإضافة إلي جمهور السلفيين والإخوان.
وأوضح أن خطاب مرشح حزب الحرية والعدالة ينقصه الثقة
بالنفس مشيرا إلي أن ذلك جراء التأثر بنتيجة الجولة الأولي من الانتخابات والتي
جاءت متقاربة بينه وبين الفريق أحمد شفيق مشيرا إلي أن مرسي كان يوجه خطابه في
المرحلة الأولي إلي المصريين كلهم، أما الآن فخطابه موجه أكثر للإسلاميين.
وقال إن الخطاب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين
سواء من خلال مشروع النهضة أو من خلال حزب الحرية والعدالة غير واضح في بعض
المفاهيم ويتضمن قدرا من الاضطراب السياسي مثل مفهوم الأمن القومي والذي كما فهمناه
أن حدوده تكون مصر وقد يتحرك أفريقيا أو عربياّ أو إسلامياّ أو مرتبطا بالأزمات
التي تنشيء في العالم الآن ذلك المفهوم غير واضح بالنسبة للمرشح محمد مرسي فهو
يتحدث عن دولة الخلافة وعاصمتها القدس الشريف وهنا هو يخاطب الجمهور الإسلامي وليس
الجمهور المصري كما أنه يعتبر مصر جزءاً من الخلافة مثلها مثل باكستان وأندونيسيا
مثلا .
وأضاف نوار بأن محمد مرسي رفض تطبيق النموذج
الماليزي وكذلك النموذج التركي ودائما مايؤكد أنه يريد أن ينشيء النموذج المصري
وخصوصاّ بعد خلاف الإخوان مع أردوجان بعد زيارته الأخيرة إلي مصر.
وأشار إلي أن خطاب مرسي يعتبر مهرجاناً للوعود
الانتخابية كما أن جزءاً كبيراً منه يتنافي مع فكر الإخوان المسلمين مثلما تحدث عن
حرية المرأة في أن تلبس ماتشاء وهو ما يتنافي مع آراء الإخوان في هذا الشأن وهو
مايسمي بأسلوب" اتمسكن لحد ماتتمكن" .
وأوضح أن الدكتور محمد مرسي يتحدث الآن عن حرية
الفكر والتعبير في حين أن الإخوان في مجلس الشعب يسعون لتمرير قانون لتقييد حرية
الإعلام.
وأكد أن خطاب مرسي السياسي يدعو إلي لم الشمل بينما
خاض الإخوان معركة مع الحكومة بمفردهم ليس لها أي معني كما أن مجلس الشعب الحالي
لايحق له سحب الثقة.
وأشار إلي أن أخطر ماجاء في خطاب الدكتور محمد مرسي
هو عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات في حال خسارته مشيرا إلي أنه يقول في خطابه
(الفوز أو الموت) مشيرا إلي أن هذا الخطاب استخدمته حركة حماس في الانتخابات في غزة
في عام ٦٠٠٢ وهذا إهدار لمبدأ التداول السلمي للسلطة.
أما بالنسبة للفريق أحمد شفيق فإن أول مشكلة تواجهه
هو عدم تصديق الناس له لأنه جزء من النظام السابق ولأنه آخر رئيس وزراء لحسني مبارك
كما أن الشعب ثار عليه حينما كان رئيساّ للوزراء كما أنه في حال وصوله إلي السلطة
سيذكر التاريخ أن أول رئيس للجمهورية الثانية بعد الثورة جاء من النظام
القديم.
وأضاف أن الفريق شفيق يوجه خطابه إلي الناس العاديين
الذين لايحبون الثورة وتأثروا سلباّ بها كما أنه يحاول مراراّ وتكراراّ إقناع الناس
بأنه لن يعيد إنتاج النظام القديم وأن ماتعرض له هذا النظام درس لن ينساه أي رئيس
قادم وأنه سيتواصل مع قوي الثورة مشيراّ إلي أن مشكلة الفريق شفيق تكمن في عدم وجود
جسور للثقة بينه وبين الثوار وكان عليه أن يعتمد في حملته الانتخابية علي شخصيات
ذات ثقل بحيث تسهل اتصاله بشباب الثورة كما يقول.
وأكد أن البرنامج الرئاسي للفريق أحمد شفيق لم يقدم
آليات محددة للتعامل مع المشكلات التي تواجه المصريين فأغلب كلامه عن العموميات
فعندما يتحدث عن عودة الأمن في ٤٢ ساعة لايقول ماهي الآلية التي سيقوم بها لرجوع
الأمن ولاعلي حساب من وحينما يتحدث عن هيكلة الشرطة لايشرح طريقة ذلك ولصالح
من.
وأشار إلي أن الفريق شفيق يحاول أن يصل إلي الشباب
ويكسبهم حيث أكد أن مصر ستكون دولة للكفاءات وليست للواسطة وسيكون المعيار الأوحد
للكفاءة وأن الشابات لن يبقين عاطلات ولن يتأخر سن زواجهن. وهو ما جعله في آخر
مؤتمراته يتحدث عن أنه يتابع صفحات الشباب علي الفيس بوك وتعهد بضمان حرية الإنترنت
وأنها سوف تظل الصفحات ساحة للحوار الحر المسموع وسوف ينمي صناعة المعلومات ويدعم
البنية التحتية ولن نضيق علي الشباب كما أكد أنه يتابع بنفسه العمل التطوعي للشباب
من خلال إحدي الجمعيات وغيرها وهو عمل يستحق التقدير والمساندة والتشجيع ولن يتعرض
للتضييق.
منذ انتهاء الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة وتأكد
شفيق ومرسي من الوصول إلي جولة الإعادة حتي سن كل منهم أسلحته في مواجهة الآخر
واستمات كلاهما في الدفاع عن موقفه ليصبح الأقرب إلي الفوز. استغل كل منهما
ظهوره في الفضائيات ليعددا مساوئ الآخر ليظهرا بمظهر الثبات والتماسك حتي أن لغة
جسديهما أو عيونهما أفصحت عما يدور بخلجاته والصورة المستقبلية التي يرسمونها
لأنفسهم ولوطنهم فهاهو شفيق يتبرأ من موقعة الجمل التي ارتبطت باسمه ليلصقها بجماعة
الإخوان، أما مرسي فيحاول التخلص من عقدة »المرشح الاحتياطي« التي التصقت به لصالح
المهندس خيرت الشاطر وبالطبع فإن هناك فريقا منظما يقف وراء كليهما ليدعم مرشحه
بكافة الطرق المشروعة أو غير المشروعة.وقد دفعت هذه الحوارات والخطابات الكثيرين
ليرسموا ويحللوا شخصية المرشحين من خلال إجاباتهم علي الأسئلة أو بناء علي تراكمات
معرفية عن شخصية المرشح وفق المعلومات المتاحة من وسائل الإعلام، أو حتي من
الأحاديث الجانبية مع أقرانه أو أسرته »آخرساعة« من خلال خبراء قامت بتحليل
نفسي لخطابات وحوارات اللحظات الأخيرة لكل من مرسي وشفيق وحاولت أن تستشف أيهما
أقرب إلي الفوز بكرسي الرئاسة المنتظر. تبدأ الدكتورة حنان حسانين أستاذ الطب
النفسي بجامعة عين شمس تحليلها لشخصية المرشح الرئاسي أحمد شفيق من خلال خطاباته
وحواراته التليفزيونية الأخيرة قائلة: شفيق ظهرمتماسكا وواثقا من نفسه خلال المؤتمر
الصحفي الذي عقده بعد انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية والتي حسمت
موقفه من الدخول في جولة الإعادة مع مرسي وانتقل في خطابه إلي استخدام استراتيجية
جديدة وقد أبدي استعداده للتوافق مع القوي السياسية المختلفة، وأعلن أن مرسي شريكه
في العملية الديمقراطية، وأنه علي استعداد أن يشكل حكومة من الإخوان وكل هذا كان
بسبب نشوة الانتصار التي جعلته يصرح بمثل هذه التصريحات النارية. ولكن سرعان ما
تغيرت لهجته بعد ذلك مع اقتراب موعد الحسم وتحديد الرئيس المنتظر ليتوجه شفيق
بخطابه ضد جماعة الإخوان من خلال لهجة متصاعدة وحادة، وهو أمر مقصود، الهدف منه
النيل من هذه الجماعة فهو بذلك يحاول أن يمحو عن نفسه أنه جزء من النظام البائد
الفاسد المستبد وينسب إلي جماعة الإخوان كل المصائب التي ارتكبها وهذا الأسلوب يطلق
عليه في علم النفس استخدام أسلحة الحرب النفسية وإثارة الشائعات من أجل الإقناع
والتأثير علي الرأي العام، واللعب علي أوتار العاطفة لتغيير الاتجاه وترسيخ المخاوف
وخلق فزَّاعة جديدة لدي الفئات التي ما زالت خائفةً من انتخاب الإخوان وهو بتلك
الطريقة يلعب لعبته الأخيرة والتي ستحدد مصيره فبالتالي يجوز له مهاجمة الخصم الآخر
وتسمي"بحرب تكسير العظام" لضم بعض من مؤيديه إلي صفوفه حتي أنه سأل مرشحه المنافس
من الذي سيحكم مصر بعد نجاحه في الانتخابات هو أم المرشد أم الشاطر؟وهو بالطبع يخلق
حالة من التخوف والتشكيك عند المصريين من جدوي انتخابهم مرسي وبالطبع فإن هناك
فريقا وجهازا معاونا يقف بجانبه. مبارك الثاني وتستكمل حسانين قائلة: الطريقة
التي كتب بها خطابه الذي ألقاه بعد دخوله جولة الإعادة وحتي بعد الحكم علي مبارك
فقد ظهر جليا أن هناك أجهزةً تقف خلفه كتبتها بعنايةٍ بالغة تختلف عن خطاباته
السابقة؛ لأن كل لفظ وكلمة قالها تحمل معاني عديدة لتحقق مردودا معينا في الشارع
المصري فقد قال إن أي رئيس قادم عليه أن يستوعب درس الحكم علي المخلوع ويؤكد مرارا
علي أن النظام البائد قد انتهي ولن يعود مجددا ليقضي علي حالة التخوف التي تطارد
بعض الفئات من كونه "مبارك الثاني"وبدأ في مغازلة الثوار الذين يعلم مدي كراهيتهم
له ورفضهم ترشحه للانتخابات فصرح بأنه سوف يقوم بحمايتهم وملاحقة من يتوعدهم وهو
بهذا يحاول كسب أصوات المرشحين الثوريين كحمدين صباحي وخالد علي وأبو العز الحريري
والتي لم تحسم أمرها بعد إضافة إلي ظهوره بمظهر الشخص المتسامح عطوف القلب عندما
أعلن صفحه عمن ألقي الأحذية بوجهه ليؤكد علي كونه مرشحا بسيطا يصفح عمن آذوه ولا
يتوعدهم كالأب الحنون ذي القلب الطيب ولكن في نفس الوقت يتصف بـ"المكابرة"، وأنه
شخصية لا تحب الاستسلام أو الهزيمة، وهو أيضا شخص سلطوي محب للقيادة بنهم وكل هذا
بسبب انتمائه للمؤسسة العسكرية التي يكن لها الطاعة العمياء والولاء نظرا لمساندتها
له. وتري حنان: أن حوارات شفيق التليفزيونية الأخيرة ظهرفيها حازما وجادا في رده
علي الأسئلة ولم يتهرب من أي سؤال أيا كانت طبيعته حتي أن تعبيرات وجهه أثبتت ذلك
ليضفي علي نفسه صفة المصداقية وعدم المراوغة السياسية التي يتميز بها العسكر وكلها
صفات تلقي استحسانا من عامة الجماهيرثم بدأ في إلقاء التهم علي الإخوان من قتلهم
لثوار التحرير، ودّعم حديثه بأسماء لها ثقلها السياسي ليبريء ساحته ويتخلص من كابوس
دم الشهداء فضلاً عن محاولته مواكبة الأحداث، والتقط من الناس فكرة البحث عن القصاص
بعدما خرجت الناس متسائلةً عن دم الشهداء وحقوقهم التي ضاعت بعد الحكم المخيب
للآمال، ويلعب علي هذا الوتر وهذا يفسرفي علم النفس"بالمراوغة السياسية" أما عن
تصريحاته الخاصة بحذف الآيات القرآنية من الكتب المدرسية واستبدالها بالإنجيل فهو
يلعب علي وتر الكنيسة والأقباط ليدعموه مرةً أخري وكانت جملة أن: "الإخوان يغازلون
الأقباط علي الفضائيات، ويرسلون تهديدات لهم علي منازلهم" مقصودة لتخويف الأقباط من
سيطرة التيارات الاسلامية علي الحكم وعودة فرض الجزية مرة أخري وأمور ليست
بالواقعية إضافة لتأكيداته علي نشأته في أسرة صوفية ليضمن أصوات التيار الصوفي وآل
البيت الذين أعلنوا دعمهم له والأهم من ذلك مغازلته لأصحاب المهن الفقيرة الذين
يبحثون عن لقمة العيش والذين انتخبوه اعتقادا منهم بأنه سوف يعيد الأمن والاستقرار
إلي البلاد مرة أخري عندما ضرب مثالين للفقراء، الأول له علاقة بالمدن والأحياء
الشعبية وهو ديون أصحاب سيارات الأجرة البيضاء التي لا يخلو منها حي شعبي، والثاني
متعلق بالأقاليم وهو ديون الفلاحين التي وعد بإسقاطها وبالطبع نجح في إيصال تلك
الأفكار إليهم لاستخدامه الخطاب الشعبوي وينأي بكلامه عن التعقيد عبر مفردات بسيطة
تتناسب مع عامة الشعب. وتختتم حنان تحليلها لشفيق قائلة: وخلال الحوار تجاهل
شفيق ذكر اسم المرشح الرئاسي المنافس له »الدكتور محمد مرسي« وإنما كان يطلق عليه
"العياط" نسبة لعائلته الشرقاوية علي الرغم من أن كليهما ينتمي لنفس المحافظة، حيث
لم يذكر اسمه سوي مرة واحدة مقترنا بالشاطر ومحمد بديع مرشد الإخوان، حيث إن شفيق
“يضع نفسه في مكانة أعلي من منافسه، فهو ندّ لمنظمة وليس شخصا واحدا ويشعر وكأنه
قادر علي هزيمتها والنيل من منافسها. وبعد تحليل شخصية الفريق شفيق انتقلنا إلي
عيادة الدكتور لطفي الشربيني أستاذ الطب النفسي جامعة الإسكندرية الحائز علي
الجائزة العربية للطب النفسي والذي وضع لنا مرشح الإخوان تحت مجهره ليقول: الكثيرون
لايستطيعون إصدار حكم علي شخصية الدكتور محمد مرسي نظرا لغموض شخصيته فمن خلال
حواراته الأخيرة يظهر تهربه من الإجابة علي الأسئلة الشائكة التي توجه له، فالبعض
قد يفسر ذلك بغياب تركيزه أو عدم معرفته الإجابة الشافية والبعض قد يفسر ذلك
"بالمراوغة السياسية"وهي إحدي المميزات التي كان يتسم بها الرئيس الراحل أنور
السادات أي أنه سياسي محنك حتي تعبيرات وجهه غير واضحة فهو يخفي أكثر مما يبدي كما
أنه قليل الكلام وقد يجعل الشخص الذي أمامه عاجزا عن التواصل معه. مشروع
مرسي ويضيف لطفي: مرسي يعرف أن هناك تخوفا لدي كثير من الناس من سيطرة المرشد
والجماعة علي مقاليد الحكم خاصة أن هناك بعض وسائل الإعلام تدعم تلك الفكرة بنشرها
بعض الصور لمرسي وهو يقبل رأس خيرت الشاطر والمرشد محمد بديع وتحاول الجماعة بشتي
الطرق تغيير تلك النظرة من خلال توزيع منشورات تؤكد أن مرسي كان من أوائل الذين
شاركوا في ثورة يناير وتم اعتقاله علي يد زبانية أمن الدولة "فهو ثوري مائة في
المائة"علي عكس زبانية النظام السابق والذين قال عنهم مرسي إنه سيدوس بقدمه بقاياه
وتعد هذه الجملة سقطة من مرسي خاصة أن هناك الكثير من السياسيين الشرفاء الذين
عملوا مع النظام البائد ويقصدون به الفريق شفيق كما أن هناك انتقادات كثيرة توجه
لمرسي فعلي الرغم من كونه رجل علم ودرس في أمريكا إلا أن تأثير الجماعة واضحا عليه
وهي أمور يحاول مرسي محوها بشتي الطرق من خلال مشروع النهضة الذي يحاولون كسب أصوات
الجماهير من خلاله ويعددون مميزاته وكيف أنه سوف يعلي من شأن البلاد ويوصلها إلي بر
الأمان ,كما أن كلا من شفيق ومرسي يتمتعان بالثقة العمياء في نفسيهما عند شفيق لدعم
المؤسسة العسكرية له ووقوفها بجواره وإعطائه أمرا مباشر بالترشح لرئاسة الجمهورية،
ويرجعه عند مرسي أيضا لدعم جماعة الإخوان له ووقوفها بجواره، والزج به إلي الترشيح
بتكليف من المرشد كما أن لغة جسد مرسي تدل علي ذلك فهو يضم أصابع يديه وهذا يدل علي
التركيز وتحديد الأفكار، كان يحاول أن يضحك في اللقاءات السابقة لكسر الجمود، وهذا
يدل علي أنه عقلاني أكثر منه عاطفيا ، أيضا يستخدم حركة يديه لداخل صدره ونبرة صوته
المتوسطة، وهذا يدل علي ثقة بنفسه واعتزاز وتظهر في هذه الحركة عاطفته، كما انه
أيضا يعد علي أصابع يده وهذا دليل علي أنه شخص علمي تحليلي وقد عرف الإخوان هذه
الميزة فاستخدموها في دعايتهم له لكونه رجل علم من الطراز الأول وعمل بمشاريع بحثية
بوكالة ناسا وهم يعلمون كل العلم أن مصر تحتاج لمثل هذا الرجل في تلك
الفترة. وينتقل لطفي إلي الحديث عن الحرب الكلامية الدائرة بين شفيق ومرسي والتي
يملك زمامها أعضاء الحملتين فيقول:كلا المرشحين يعتمد علي اللحظات الأخيرة التي
تشكل أهمية كبيرة علي الجانبين ولكن من الواضح أن أعضاء حملة مرسي هم الأقدر علي
ذلك نظرا لما يتمتعون به من خبرة سياسية كبيرة كما أن معظمهم من الشباب من حملة
المؤهلات العليا الذين ينتمون إلي الطبقات المتوسطة ولكن تصريحات مرسي تحمل قدرا
من"الطمأنة والزئبقية"فهو يستميت في امتصاص غضب أهالي الشهداء من الحكم علي المخلوع
الذي خلق حالة من التذمر فوعدهم بإعادة تلك المحاكمة مرة أخري وهذا مستحيل سوي
بقرار من محكمة النقض إضافة إلي وعوده لهم بالثأر لهم وغيرها من الوعود الوهمية
وحتي عندما أعلن الكثير من المصريين عن غضبهم من الطلب الذي تقدم به أحد النواب
السلفيين لخفض سن الزواج إلي 14سنة وإعادة تطبيق الختان مرة أخري أعلن عدم معارضته
لكلا الأمرين في محاولة لمغازلة السلفيين قبل إعلانهم عن دعمه في الانتخابات فنجح
في استقطابهم ليكسب العديد من الأصوات أما فيما يتعلق بأصوات الأقباط فحاول أن يحرك
مشاعر الوطنية والثورية لديهم عندما أكد مرارا بأنهم مصريون مائة في المائة ولن
يقبلوا بترشيح الفلول مرة أخري لإعادة إنتاج نظام مبارك. وختم لطفي حديثه: بأن
فرص فوز شفيق ومرسي أصبح من الصعب التكهن بها أو توقعها فكلاهما لديه نفس الفرص
ويعتمد علي مريديه فشفيق يعتمد علي رجال الأعمال وفلول الحزب الوطني ومرسي علي دعم
السلفيين وبعض أنصار أبو الفتوح وحمدين صباحي.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق